🔺دعوة نابليون للأمير في العام 1865م
🔺- وُلد المجاهد قرّة محمد في بلاد الزّاب بالجنوب الجزائري، ورافق الأمير منذ نشأته صبيّاً حتى وفاته رحمه الله…
خاض معه المعارك الضروس، وحضر مجالس الحكم والسياسية، ومجالس الشورى، وكان معه في سجنه بفرنسا، وفي منفاه في الديار الشامية…
كان رحمه الله أشبه بظل الأمير، أينما اتجه،وقد ذكره الفريق محمد باشا، في تحفة الزائر، أنه أيام السجن في قلعة إمبواز كان أول من صعد على سطح سرايا القلعة،بصوته الجهوري مكبراً ومؤذناً، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، ليلاً ونهاراً، حتى كانت بلدة إمبواز ترتج بصوته العالي، حتى قال فيه مطران أمبواز، عند اجتماع النصارى في الكنيسة: ألا تنظرون إلى الأمير عبد القادر وجماعته في وسط بلدتكم متمسكين بدينهم، مواظبين على صلواتهم، ألا تسمعون هذا الأذان؟
🔺- حضر مع الأمير مجالس الإمبراطور نابليون الثالث، إبان إطلاق سراحه من الأسر، وحضر خلف الأمير في مجالس سلاطين آل عثمان الثلاثة…
وكذلك حضر مجالس ملك مصر، ورافق الأمير في دعوة نابليون للأمير في العام 1865م، وهو ظاهر في الصورة الفوتوغرافية الشهيرة والوحيدة للأمير ونابليون في تاريخهم…
وشهد إلحاح الأمير على نابليون للتوسط لدى قيصر روسيا لتحرير أسد القوقاز، وصقر جبالها، الشيخ شامل الداغستاني من الأسر، وقد راسل الأمير من سجنه قائلاً: سلكتُ دربَك أيها الأمير، قدَّر الله وما شاء فعل، في معركة لم تكن في صالحي، فستأمنت العدو، فغدروا بي، وأودعوني السجن، وأوصيك أن تسعى لي أن أُدفن في المدينة المنورة، في البقاع المقدسة، وكان له ذلك بفضل الله تعالى…
ثم رافق القرّة الأمير في رحلته إلى لندن، وحضر معه مجالس رجالات بريطانيا وأعضاء حكومتها، ثم رافق الأمير في حفل بور سعيد في افتتاح قناة السويس، وجلس خلفة إلى جانب أباطرة ألمانيا وإيطاليا والنمسا، وغيرهم من أمراء وأعيان العالم، ورافقه في رحلات مصر والحجاز الشريف، وكانت إحداها بصحبة الشيخ سليم حمزة، والشيخ عبد الغني الميداني، والشيخ عبد القادر رابح، فقصد مصر أولاً، فزار المشهد الحسيني، وضريح الشيخ الإمام الشافعي رضي الله عنه، ثم نزل بضيافة ملك مصر الخديوي سعيد باشا، وكان في استقبالهم نجله طوسون باشا، بمأدبة عظيمة، ثم توجه الأمير إلى مكة المشرّفة، فكان في استقبالهم أمير مكة الشريف عبد الله باشا، وكان المجاهد محمد قرة ظلًّا للأمير، رافقه في مواضع المحن والابتلاء، والسراء والضراء…
وتوفي رحمه الله في دمشق الشام، ودُفن في تربة المغاربة الجزائريين، الخاصة بعائلة الأمير عبد القادر …
المصدر: تحفة الزائر…