التاريخ والماضي

الأمير الشهيد عبد المالك الإبن الثامن للأمير عبد القادر …

الأمير عبد المالك بن الأمير عبد القادر بن محيي الدين

1- النشأة والمناصب المبكرة

وُلد الأمير عبد المالك سنة 1868م في دمشق الشام، وتلقى تربية إسلامية أصيلة، وتعلم عدّة لغات: العربية، التركية، الفرنسية وغيرها.

انتقل لاحقًا إلى المغرب الأقصى بدافع ثوري باطني محض، فاستقرّ في طنجة، وتبوّأ منصب القائد العام لقوات الشرطة الدولية. وكان هذا المنصب مجرد خطوة أولى نحو هدف أكبر.

2- التحوّل نحو المقاومة والتحالفات

لم يكن الأمير عبد المالك راضيًا عن منصبه، بل عبّر عن استيائه من العراقيل الفرنسية ضده، كما نقل عنه صحفي جريدة التايمز جون هاريس ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى، وجد الفرصة سانحة لتحقيق طموحه السياسي وواجبه الإسلامي تجاه الأمة، فأقام تحالفات سرّية مع ألمانيا والدولة العثمانية لتقويض النفوذ الفرنسي. ثم أعلن نفسه أميرًا على مدينة فاس، المدينة التي أسسها أجداده الأدارسة.

3- الثورة المسلحة ورفع شعار الجهاد في مارس 1915، أعلن الثورة ضد فرنسا بعد أن أرسل عائلته إلى إسبانيا عبر المضيق. بدأ تحركه من منطقة تازة نحو فاس، حيث رأى نفسه سلطانًا على المغرب الأقصى، واعتزم أن تكون فاس عاصمة لدولته المنشودة, نال دعم قبائل الريف المغربي، كما حظي بمساندة أمير الريف عبد الكريم الخطابي، مقابل مساعدته في الاتصال بالقوى المناهضة للفرنسيين عبر إسبانيا.

وقد عبّر في رسالة صحفية عن رفضه للظلم الفرنسي، قائلاً:

«إنني أجاهد لا من أجل بلدي فاس فقط، بل من أجل وطني الجزائر بأكمله, إنه الجهاد الذي فرضته الشريعة والشهامة».

وفي 14 سبتمبر 1914، خاض معركة كبيرة في الدار البيضاء بجيش قوامه مئة وخمسون رجلًا ومئات الأسلحة، فأوقع بالفرنسيين خسائر بشرية فادحة، وهو يرفع شعار:

«الجنة تحت ظلال السيوف».

4- المواقف الدولية والنهاية

كتب عنه دبلوماسي بريطاني أنّه «بدأ مقاومته منذ فرض الحماية الفرنسية على المغرب»، موضحًا أن أطروحاته ارتكزت على ضرورة لعبه دورًا تاريخيًا.

لكن مع انهيار حلفائه (ألمانيا والعثمانيون) فقد الدعم وسقط مشروعه السياسي. ومع ذلك لم يستسلم، فتوجّه إلى إسبانيا حيث حاول التوصل إلى تسويات تقضي بمنحه حكمًا محليًا محدودًا.

وفي سنة 1924، وأثناء حرب الريف، اغتيل الأمير عبد المالك في معركة، بعد أن أُطلق عليه الرصاص من قِبَل القوات الفرنسية، لتنتهي بذلك مسيرة مقاومٍ عاش أكثر من عقد يزلزل أركان الاحتلال.

العودة للخلف

تم إرسال رسالتك

تحذير
تحذير
تحذير
تحذير

تحذير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى