البربر في ميزان الأمير عبد القادر …
ذكر الأمازيغ البربر في ميزان الأمير عبد القادر وماذا قال عنهم…

شهادة الفريق محمد باشا بن الأمير عبد القادر الأكبر وبيت سره ووصيه من بعده في مخطوطه تحفة الزائر
البربر: نسبهم، دينهم، شعائرهم ومآثرهم التاريخية
المحور الأول: نسب البربر وأصولهم
ذُكر البربر وشعائرهم في مخطوط يعود إلى عام 1890م، وكذلك في المطبوعات التاريخية.
اعلم أن النسّابين اختلفوا في نسب البربر واطالوا في بحثهم، إلا أن المُعوَّل عليه من ذلك كله ما ذهب إليه المحققون مثل ابن حزم وابن خلدون وغيرهما، وهو أنهم من بني كنعان بن حام بن نوح عليه السلام.
واتفقوا على أن شعوبهم وبطونهم يَجمعها أصلان عظيمان، هما: برنس ومادغيس، ويُلقَّب الأبتر بالبتر، فيقال لشعوب الأبتر: البتر، كما يُقال لشعوب برنس: البرانس، وهما في الأصل أخوان لأب واحد، وهو بربر بن تملا بن مازيغ بن كنعان بن حام.
• شعوب البرانس يجمعها سبعة أصول: ازداجة، مصمودة، أوربة، عجيسة، كُتامة، صنهاجة، وريغة.
• شعوب البتر يجمعها أربعة أصول: أدّاسة، نفوسة، ضريسة، ولواء الأكبر.
والكلام على هذه الشعوب، وما تناسلت منه من الأمم، طويل، فقد أفرده علماء هذا الفن بالتأليف. جميع ما ذكر هو غاية ما وصل إليه علمهم، وإحصاء أمم البربر وأجيالهم غير ممكن لتطاول الأحقاب وتداول الأزمنة. وقد ظلت بلاد المغرب، من أقصى سوس إلى الإسكندرية، وما بين بحر الروم والسودان، عامرة بهم منذ قرون لا يُعرف أولها ولا ما قبلها.
المحور الثاني: دين البربر في القديم
كان دين البربر في القديم المجوسية، وفي بعض الأحيان يعتنقون دين من تغلَّب عليهم، كالرومان وغيرهم.
وقد جاءهم الإسلام فأخرجهم من الضلال، وكان بعضهم على دين النصرانية، وبعضهم في إفريقيا على دين اليهودية عند استفحال ملك بني إسرائيل وقربهم منهم.
المحور الثالث: شعائر البربر وسماتهم:
وأما شعائرهم وسماتهم، فقد كان أكثرهم آخذين بشعائر العرب:
• يسكنون الخيام ويتنزلون في حِلَل ودوائر متفرقة، ويظعنون لانتجاع المراعي.
• يتخذون الخيل للركوب والنتاج، ويعتنون بالأنعام للكسب، ويقتاتون من ألبانها، ويتخذون لبسهم وأثاثهم وخيامهم من أصوافها وأوبارها وأشعارها.
• منهم من يبتغي الرزق من الاقتناص والنهب والاختطاف، ومنهم أهالٍ يسكنون مدنًا وقرى وأمصارًا، يمارسون الزراعة، التجارة والحرف النافعة.
أما لباسهم فمعظمه من الصوف بأنواعه، ويكشفون رؤوسهم ويحلقونها.
أما لغتهم فهي رطانة أعجمية متميزة، واختصت شعوب زناتة وبطونها برطانة تختلف عن رطانة إخوانهم. كما اختصوا بالعمامة، فقد كانوا يعتمرونها.
من اطلع على آثارهم وحصونهم ومعاقلهم، وطالع أخبارهم وحروبهم وسيرهم، علم أن البربر لا يُرامون بذلٍّ ولا ينالهم سوء من المستطيل عليهم.
المحور الرابع: مآثر البربر وأخلاقهم
هم الذين قهروا أمم العالم من العرب، الإفرنج، الفرس، اليونان والرومان أجيالاً عديدة.
وقد اعتنى الفحول من العلماء والمؤرخين بذكر سيرهم وتدوين أخبارهم، فملأوا كتبهم بما كانوا عليه من:
• الأخلاق الحميدة والمزايا العديدة
• عز الجوار وحماية النزيل
• رعاية الذمة، الوفاء بالعهد، الصدق في القول
• الصبر على المكاره، الثبات في الشدائد
• جودة الملكة، الإغضاء عن العيوب، التجافي عن الانتقام
• رحمة المساكين، توقير أهل العلم، حمل الكل، كسب المعدوم، إكرام الضيف
• الإعانة على النوائب، علو الهمم، إباء الظيم، الشقاق مع الدول، مقارعة الخطوب، والتغلّب على الملك
هذه الصفات أكسبتهم الثناء من الخلق وبُعد الصيت.
المحور الخامس: من مشاهير البربر بعد الإسلام
الطبقة الأولى:
• بُلُكِين بن زيري الصنهاجي، عامل إفريقيا للعُبيديين
• محمد بن خزر
• عروبة بن يوسفال الكتامي
• يوسف بن تاشفين اللمتوني
• عبد المؤمن بن علي أمير الموحدين
الطبقة الثانية:
• يعقوب بن عبد الحق المريني
• ويغمراسن سلطان بني زيان
• محمد بن عبد القوي صاحب تاهرت
• وزمار أمير بني توجين
• ثابت بن منديل أمير مغراوة
• زماد بن إبراهيم زعيم بني راشد
هؤلاء كانوا من أرسخهم في الأخلاق الحميدة قدماً، وأطولهم فيها يدًا، وأكثرهم لها جمعًا، وسنذكر طرفًا من أخبارهم على وجه الإيجاز، إن شاء الله.
تُحفة الزائر في أخبار الجزائر: المطبوع عام 1903م
تُحفة الزائر: مخطوطة إسطنبول عام 1890م