
ٱلمُخَاتَلَةُ ٱلتَّارِيخِيَّةُ لِلْمَخْزَنِ ٱلْإِعْلَامِيِّ
المحور الأول: العنوان التاريخي المضلل.
-المخزن يقدّم للعوام من خلال إعلامه ما يمكن تسميته المخاتلة التاريخية، عبر عناوين كبرى مثل:
“الدور الكبير الذي لعبه المغرب في صناعة المقاومة الجزائرية”
هذا العنوان العريض يوحي بأن سلطنة مراكش كانت سلطة سياسية ذات نفوذ وتأثير كبير، تتحمّل هموم الأمة وما تعرّضت له من دمار على يد المحتل الفرنسي.
المحور الثاني: الحقيقة التاريخية على الأرض
الحقيقة، كما تظهر في مراسلات بيجو، أنّ قبائل الريف ساندت الأمير عبد القادر وجيشه بكل ما استطاعت، بمعزل عن سلطان مراكش، الذي كان عميلاً وفيًا لفرنسا،وعدوًا صريحًا لكل من يقاومها،سواء جزائريًا أو مغربيًا.
اليوم، يعمل أحفاد هؤلاء السلاطين في إعلامهم على تلميع صورته وغسل عمالته التاريخية للمحتل، بإنشاء عناوين مضللة مثل: دعم ثورة الأمير عبد القادر، بينما الحقيقة مضادة تمامًا.
المحور الثالث: موقف سلاطين مراكش
لقد تمت محاربة الثورة لمصلحة الغازي الفرنسي، ولا يخفى على أي باحث صادق أنّ سلاطين مراكش السلجماسيين لم يشاركوا في أي ملحمة حقيقية ضد الغزاة، بل كان حبْلهم طويلًا في الرضوخ والخنوع التام لهم.
المحور الرابع: مقاومة قبائل الريف
على النقيض، برزت قبائل الريف المغربية مثل: بنو يزنانسن، ريمش، بني عتيق، بني منقوش، بني خالد، نوكة، كبدانة، بنو عبد السيد، أولاد سيدي علي، رِسلان، تاكمة، بنو محيو، أولاد سيدي موسى، التميميون، الشراقة، وصنهاجة السراير وفروعها، الذين بادروا من تلقاء أنفسهم بمؤازرة إخوانهم في الجزائر خلال السنوات الأربع الأخيرة من عهد الأمير، رغم كل أنواع التهديد والتوبيخ من سلطان مراكش.
استثنى من ذلك بعض النخب الحاكمة في قصر فاس، مثل الوزير محمد بن إدريس العمراوي، الذي قُتل على يد عبد الرحمن بن هشام في ديسمبر 1847 بدعوى كشف أمر مبايعته للأمير عبد القادر سرًّا.
المحور الخامس: المؤامرات والوشايات
سلطان مراكش أرسل وشايات وشكايات إلى المحتل الفرنسي، مؤكدًا أنّ سكان الريف ليسوا تحت سلطته. استغل الفرنسيون هذه الوشاية لإرسال قوات المارشال بيجو إلى الريف المغربي، واحتلاله بذريعة معاهدة طنجة، بعد معركة إيسلي التي لم تسفر عن أي ضحايا.
يُذكر أنّ الوزير ابن إدريس قد كتب بيت شعر يحث على استنفار قبائل الريف، وهو موثق في مصدر “الاستقصاء في تاريخ المغرب الأقصى”، بينما ذكر مصدر آخر، المزاري المخزني، سبب مقتل الوزير، مشيرًا إلى تورط قوى داخلية وخارجية في هذه المؤامرة.
المصادر : قصيدة الوزير الشهيد محمد بن إدريس العمرواي…
طلوع سعد السعود للمزاري المخزني…