التاريخ والماضي

الشَّيخُ مُحَمَّدٌ الشّاذِليُّ القَسَنْطينيُّ والأميرُ عبدُ القادرَ.

إهداءُ أعيانِ قَسَنْطينةَ قصيدتَهم إلى الأميرِ عبدِ القادِرِ، كما نقلَها العالِمُ الفاضلُ الشَّيخُ مُحَمَّدُ الشّاذِليُّ في المَخطوطَةِ المَحفوظةِ في مَتحفِ السُّليمانيّةِ بإسطنبول، وهي من مُلحَقاتِ مَخطوطَةِ تُحفَةِ الزّائِرِ المُهدَاةِ إلى السُّلطانِ عبدِ الحميد.

 

هذا العالِمُ الفاضلُ،والعَلّامةُ الكاملُ،ابنُ مدينة العَلم والنور  قسنطينة العَريقة مَعدِنِ الفقه ومَهوى القلوبِ النبيلة هو الشَّيخُ مُحَمَّدُ الشّاذِليُّ القَسَنْطينيُّ، أحدُ مَن حفِظوا سِرَّ مَجدِها وروحَ علمِها نشأَ في حَضنِها وتربّى على مَناهِلِ علمائِها، فكانَ لسانَها الصادقَ .

عُرِفَ بتضلّعِه في علومِ الدّينِ واللّغة، وبحِكمتِه في نَقلِ أخبارِ الأعيانِ والشّعراءِ،لا سيّما في ما يتعلّقُ بسيرةِ الأميرِ عبدِ القادر،فكانَ جسرًا بينَ العِلمِ والمحبّةِ، يُبلّغُ الأمانةَ بصدقٍ، ويكتُبُ من روحِ الوفاءِ لتاريخِ الجزائرِ وعُلمائِها.

أيا ذاهبًا نحو الخليفةِ بلِّغْنْ

               سلامًا يفوقُ النَّدّ عَرْفًا يُجدَّد

وخدكَ عفِّر في تراب نعالِه

                 وبثّ له وجْدي فإنك تحمد

وبلّغْ له شكوى قُسَنْطِيْنَة بما

         يسوءُ ذوي الأحلام ِواللهُ يشهد

وذلك أن الكفرَ حلَّ بها وفي

             عمالتِها من كل أرجائها يبدو

وجُلُّ الورى راضٍ بدولتِه وما

          درى أن ربَّ العرش للكفر مُبعِد

ترى أهل دين اللّٰه حقّاً أذلَّةً

          وذو الكفر في عزٍ وللحقِّ يجحد

وكيف وسيفُ اللّٰه بالغرب مُصلَتُ

         لضرْبٍ رقاب الكفرِ والدينَ يُنجِد

خليفةٌ احْيا الدين من بعد موته

               وأحمدَ نار الكُفرِ ذاك المؤيَّد

حمى ملَّةِ الإسلام مما يشوبُها

          بماضٍ من العزم القويم يُهنَّد

ورأيٍ سديدٍ ثم علم ٍوعفّةٍ

       وجودٍ مَنِ استجداه لا شكَّ يُرفد

وجيشٍ كأمثال الجبال وفِتيةٍ

   لدى الطعن للكفّار والضّربِ تُحمد

تراه إذا ما الحربُ شَدَّت إزارَها

              حكى ليْثَ غابٍ عنه لا يتردّد

محاسنُه شتًّى ولكنَّ جمْعَها

           عليَّ عسيرٌ فهو للحُسن مُفرَد

لقد ملأتْ منه المناقبُ أرضَنا

‌‏       هدىً مثلَ بدرِ التّمِّ للخَلقِ يُرشدُ

له رُتَبٌ فوقَ السُّها وفضائلٌ

‌‏                  تضوَّعتِ الأكوان إذ ما تُعدَّدُ

هَلمَّ لنا يا بنَ الرّسولِ فإنّنا

‌‏              بذلْ وخُسرانٍ ونصرَك نَقصِدُ

وبادِرْ لقمعِ الكفرِ يا بنَ نبيِّنا

‌‏       عسى نفحةٌ من عندِ جدِّكَ تُنجدُ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى