🔺-ذكر قصيدة للأمير يفتخر بنفسه وجيشه
وكان إذ ذاك؛ قد مضى له أكثر من سنة بعيداً عن أهله، فكتبت متشوقاً:
بنيَّ لئن دعاك الشوق يوماً وحنَّت للقا منك القلوب
ورمتَ بأن تنال مناً ووصلاً يصح بعيده القلبُ الكئيب
فإني منك أولى في اشتياقٍ وناري في الفؤاد لها لهيب
وإن أخفي اشتياقي في فؤادي فإن الشوق يكتمه الأريب
وقال يفتخر بنفسه وجيشه:
لنا في كلِّ مكرمة مجال ومن فوق السماك لنا رجال
ركبنا للمكارم كلَّ هولٍ وخضنا أبحراً ولها زجالُ
إذا عنها توانى الغير عجزاً فنحن الراحلون لها عجال
فليس سوانا بالمقصود لمَّا يُنادي المستغيث أيا رجالُ
ولفظ الناس ليس له مسمَّى سوانا لا توهم أو تخالُ
لنا الفخر العميم بكلِّ عصرٍ ومصرٍ هل بهذا ما يقالُ
رفعنا ثوبنا عن كلِّ لؤم فأقوالي تصدِّقها الفِعالُ
ولو ندري بماء المزن يزري بنا فلنا على الظمأ احتمالُ
ذرى ذا المجد حقّاً قد تعالى وصدقاً قد تطاول لا يُطالُ
فلا جزعٌ ولا هلعٌ مشينٌ ومنَّا الغدر أو كذبٌ محالُ
ونحلم إن جنا السفهاء حقّاً ومن قبل السؤال لنا نوالُ
ورثنا سؤدداً للعرب يبقى وما تبقى السماء ولا الجبالُ
فبالجدِّ القديم علت قريشٌ ومنَّا فوق ذا طابت فعالُ
وكان لنا دوامَ الدهر ذكر ٌ بذا نطق الكتاب ولا يزالُ
ومنَّا لم يزل في كلِّ عصرٍ رِجَالٌ للرجال همُ الرجالُ
لقد شادوا المؤَسس من قديم بهم ترقى المكارم والخصالُ
لهم هممٌ سمت فوق الثريَّا حماة الدين دأبهم النضالُ
لهم لسن العلوم لها احتجاج وبيض ما يثلمها النزالُ
سلوا عنَّا الفرانسة تخبرنكم ويصدق منها إذ تحكي المقالُ
فكم لي فيهمُ من يوم حرب به افتخر الزمان ولا يزالُ