الحمد للَّه تعظيماً وإجلالاً ما أقبل اليُسْرُ بعد العُسْرِ إقبالا
وما أتت نفحات الخير ناسخةً من المكاره أنواعاً وأشكالا
وأشكر الله إذ لم يَنصرِم أجلي حتى وصلتُ بأهل الدين إيصالا
وامتدَّ عمري إلى أن نلتُ من سندي خليفة الله أفياءً وأظلالا
فالله أكرمني حقاً وأسعدني وحطَّ عنّي أوزاراً وأثقالا
قد طال ما طَمَحَتْ نفسي وما ظفرت لكن للوصل أوقاتاً وآجالا
أسكن فؤادي وقرَّ الآن في جسدي فقد وَصلت بحزب الله أحبالا
هذا المَرَام قد كنتَ تأمله هذا مناك فطبْ حالاً ومآلا
وعش هنيئاً فأنت اليوم آمن مِن حمام مكَّة إحراماً وإحلالا
فأنت تحت لواء المجد مغتبطٌ في حضرةٍ جمعت قطباً وأبدالا
وتِهْ دلالاً وهزَّ العطف من طربٍ وغنِّ وارقص وجرَّ الذيل مختالا
أمِنتَ من كلّ مكروهٍ ومظلمةٍ فبح بما شئت تفصيلاً وإجمالا
هذا مقامُ التهاني قد حللتَ به فارتع و لا تخشى بعدَ اليوم أنكالا
أبشِرْ بقرْب أمير المؤمنين ومن قد أكملَ اللهُ فيهِ لبدِّين إكمالا
عبدُ المجيد حوى مجداً وعزَّ عُلاً وجلَّ قدراً كما قدْ عمَّ أنوالا
كهف الخلافة كافيها وكافلها من لا عهدنا له في القرن أمثالا
يا ربّ فأشدُدْ على الأعداء وطأته واحمي حماه وزده منك إجلالا
وأظهرن حزبَه في كلِّ متَّجهٍ وسدّدنَ منهُ أقوالاً وأفعالا
وأبسط يديه على الغبراء قاطبةً وذلّلن كلَّ من في الأرض إذلالا
فالمسلمون بأرضِ الغرب شاخصةٌ أبصارُهم نحوهُ يرجونَ إقبالا
كم خائف يرتجي أمناً بسطوته وحائر يرتجي للحزن تسهالا
فرع الخلائف وابن الأكرمين ومن شادوا عرى الدين أركانا وأطلالا
كم أزمةٍ فرَّجوا كم غمَّةٍ كشفوا كم فكَّكوا عن رقاب الخلق أغلالا
هم رحمةٌ لبني الإيمان قاطبةٌ هم الوقاية أسواءً وأهوالا
أنصار دين النبي من بعد غيبته في نصره بذلوا نفساً وأموالا
قد خصَّهم ربّهم في خير منقبهٍ ما خصَّ صحباً بها قبلاً ولا آلا
كم حاول الصحبُ والآلُ الكرام لها والله يختصُّ من قد شاء أفضالا
ما زال في كلِّ عصرٍ منهم خلفٌ يحمي الشَّريعةَ مقوَّالاً ومفعالا
حتَّى أتى دهرنا في خير منتخبٍ من آل عثمان أملاكاً وأقيالا
قد كنتُ مضمرَ خفضٍ ثمَّ أكسبني رفعاً وقد عمَّني جوداً وأفضالا
وبالإضافة بعد القطع عرَّفني وحطَّ عنّي تصغيراً وإعلالا
هذا وحقَّ علاهُ كم أزاحَ وكم أزال عنّي بمحضِ الفضل أثقالا
لا زال تخدمه نفسي وأمدحه مستغرق الدَّهر أبكاراً وآمالا
أهدي مديحي وحمدي ما حييت له أفادني أنعماً جلَّت وإقبالا
جزاه عنّي إله العرش أفضل ما جزا به محسناً يوماً ومفضالا
خادم الغزاة والمجاهدين عبد القادر بن محيي الدين
في غرة ربيع الآخر سنة 1269 …