🔺 تحمل المخطوطة عنوان:إرشاد المُريدين إلى طريق الواصلين ونظرًا للقيمة العلمية والتراثية للمخطوطة فقد سعى مجلس الإدارة إلى تحقيقها ونشرها، فوقع اختيار المجلس على الباحث الجادّ الأستاذ صلاح الدين بن نعوم المُعسكري، لجدارته في تحمُّل هذه الأمانة العلمية الأثرية، وتمكُّنه من التحقيق علمًا وممارسةً، وكان من الباحث الكريم والمحقِّق الفاضل أن بذل جهده ووضع علمه في تحقيق هذه المخطوطة النادرة، التي تُنشَر لأول مرة، وحقوق النشر تعود ملكيتها للمحقِّق الأستاذ صلاح الدين بن نعوم، ودار السعادة المالكية…
ويسرُّ مؤسسة الأمير عبد القادر أن تتوجَّه بالشكر والامتنان إلى الأستاذ صلاح الدين على جهوده المباركة في تحقيق المخطوطة، وإخراجها إلى النور…
وخير ما نُقدِّمه، للتعريف بالمخطوطة ومؤلِّفها، تلك السطور، التي قدَّمَ بها الأستاذ صلاح الدين لعمله الميمون في التحقيق.
🔺– مقدمة التحقيق للأستاذ صلاح الدين بن نعوم:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَن لا نبيَّ بعدَه، سيِّدِنا ونبينا وقائدنا محمدٍ، المبعوثِ رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه، ومَن تَبِعَهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن رسالة الإمام العلامة سيدي محيي الدين الحسني، الموسومة بـ “إرشاد المريدين إلى طريق الواصلين” من المخطوطات العلمية النادرة، التي جادت بها خزائن آل الإمام محيي الدين الحسني، بعد أن تفضَّلَت بصورة منها السيدةُ الفاضلة، الأميرة الزهراء، بنت أحمد بن بدر الدين بن العلامة أحمد بن المصنف الإمام محيي الدين الحسني، حفظها الله تعالى، وشكر سعيَها، وأمدَّها من بركات سلَفِها الصالح أنوار معرفته، وهذا السِّفر الجليل، بما يحمله من درر علمية، كاد ينطق عن نفسه، مؤكدًا على أحقِّيَّته في الحضور بالساحة العلمية، وعرضه على فساحة الطبع والنشر، بعدما كان حبيسَ الخزائن، وقد أوجب علينا ذلك، فأخذتُ على عاتقي دراسته وتحقيقه، وأنا أسأل الله عزَّ وجل التوفيق والسداد في زيارتي لضريح الإمام العلامة سيدي قادة الحسني، وعند ضريح حفيده مصنف الرسالة الإمام الحبر سيدي محيي الدين، رحمهم الله تعالى.
وعليه يُعتبر عملنا هذا أول دراسة وتحقيق علمي لرسالة “إرشاد المريدين إلى طريق الواصلين”، اعتماداً على نسخة مخطوطة فريدة، منسوخة عن النسخة الأصلية، من خزانة العلامة الأمير أحمد بن محيي الدين الحسني،هذه الرسالة هي الأثر العلمي الوحيد الذي صنَّفه الشيخ محيي الدين، والذي يُعَدُّ من أبرز الشخصيات العلمية والسياسية والعسكرية في تاريخ الجزائر الحديث، فهو شيخ الجماعة بالوطن الراشدي والإقليم الوهراني، وشيخ الطريقة القادرية بإيالة الجزائر، وزاويتها بالوطن الراشدي من أشهر الزوايا العلمية وأكثرها استقطابًا للطلبة والمريدين، وأهمها تخريجًا للعلماء والأعيان. لهذا كان من الطبيعي أن تكون مركزًا لأبرز التحولات السياسية التي شهدتها الجزائر في القرن التاسع عشر،
والزاوية القادرية،لمؤسسها العلامة مصطفى بن المختار الحسني، ارتبطت بشيخ الجماعة منتصف القرن الثامن عشر، سيدي الشيخ عبد القادر المشرفي، هادم أركان الأعراب الداخلين تحت ولاية الإسبان، وارتبطت بحافظ المغرب الأوسط البحر الفهامة سيدي محمد أبو راس الناصر المعسكري، وبفاتح وهران، ومخلّصها من احتلال الإسبان، الباي محمد بن عثمان الكبير، باي الإيالة الغربية،
وفي عهد الشيخ سيدي محيي الدين، حسبك تخريجها لأبناء الشيخ المذكور، وعلى رأسهم واسطة العقد العلامة العارف بالله، القائد المرابط المجاهد، سيدي الحاج عبد القادر ناصر الدين، إذن كلامنا عن هذا التأليف الجليل هو بالخصوص كلام عن الجانب العلمي لمؤلفه العلامة محيي الدين الحسني، هذا الجانب الذي لا يزال مجهولاً بالمقارنة مع مقام الشيخ، خاصة أن هذه الرسالة تُعتَبَر التصنيف الوحيد له،وبالعموم هو تقديم صورة حية عن نشاط الزاوية ومشايخها الفضلاء، ودورها الرئيسي والبارز في تربية المجتمع، وحفظ بيضة الإسلام، والرد على المرجفين والمُشوِّشين على الناس.
📌صلاح الدين بن نعوم
معسكر، يوم الجمعة 28 رجب 1442هـ /12/مارس / 2021
البريد الالكتروني: للأستاذ المحقق صلاح الدين بن نعوم – kadirou.hocine@gmail.com