🔺الأمير عبد القادر الصغير …
الضرغام الجزائري الذي لطمَ وجه إدوارد توماس،ضابطِ الاستخباراتِ العسكريةِالبريطانية الملقبِ بـ صانع الملوك لورانس العرب
نذكر ما كان للشهيد من مواقفَ مشّرفةٍ تجاه قضايا الأمة، عقب احتلال القوات البريطانيةلسوريا ولبنان عام 1918م ، وقد أدرك الشهيد مخاطر مشروعهم المدمر للبلدان ،إبَّانَ الحربِ العالمية الأولى،بعد أن تولىّ أخوه الأميرُ سعيد تأسيس الحكومةَ التي سبقت دخولَ قواتِالأمير فيصل بن الحسين ونالَ الشهيدُ شرفَ بسطِ الأمنِ في دمشقَ إبَّانَ الفوضى الحاصلةِ، جراءَ انسحابِ القواتِ التركيةِ المنهزمة مِنَ المدينةِ فعارضَ الشهيد مشروع الإحتلالالبريطاني الفرنسي لبلاد الشام ، وهذا الأمرُ الذي جعله تحت مرمى حقدِ الإنكليزوالفرنسيس بقيادةِ الجنرال ألمبي وكما وصفت المصادرُ البريطانية؛ أن الأخوينالجزائريين الشهيد عبد القادر ، والأمير سعيد كانا هدفاً للاغتيال والنفي،تجسد هذا الحقد عليهما حين دخلت قوات لورانس البريطانية السرايَ الحكوميَّ في دمشق ، وعلم لورانسمن جواسيسه أن لدى الأميرِ عبد القادر الصغير معارضة شديدة لدخول القواتالبريطانية ، وقد تَيَقَّنَ لورانسُ من ذلك حينما التقيا في السراي الحكومي ، فانقض عليهالشهيد عبد القادر كالنسر، واستل سيفه، ووضعه في عنقه، وأذلَّه أمامَ الملأ، مخاطباً إياه بأقسى العبارات، والشتائم التي تليق بالمحتلين ،منتظراً أحداً من الجنودِ البريطانيين ممن حوله أن يردوا عليه الصفعةَ التي تلقاها سيدُهم لورانس كي يفتكَ بهم ،فما كان منالقواتِ البريطانية إلا أن عزلت الأميرَ سعيداً عن الحكم، واعتقلته ونفته إلى حَيفا في إقامةجبرية،وبإيعازٍ من لورانس نصَبتْ الشرطةُ السريةُ كميناً غادراً اغتالوا فيه الأميرَ عبدالقادر الحفيد ، مما جعل وزيرَ خارجيةِ فرنسا ستيفين بيشون يصرح حرفياً : أن الأمير سعيداً لطالما تآمر ضد فرنسا،وتعاون مع أعدائنا …
🔺المصدر من العدوِ نفسه اعتماداً على مذكرات لورانس، المعروف بكتاب ( أعمدة الحكمةالسبعة ) والذي كان قد اختصره الدكتور حسين إيبش، وترجمه إلى اللغة العربية ، وقدوصف لورانس في مذكراته الأميرَ الشهيدَ بالعدوِ القديم كما وذكر المؤرخ مالكولم راسل فيكتابة؛ ” الدولة العربية الحديثة الأولى في الشرق الأوسط ” الذي نُشر في عام 1987متصريحاتِ وزير الخارجية الفرنسي ستيفين بيشون في الأخوين الجزائريين .
وما شهادة العدو فيهما إلا وسامُ شرفٍ لهما…