🔺-المصدر :تُحفّةُ الزّائر للفريق محمد باشا الجزائري شاهد عيان …
🔺-المصدر: نُخبة ما تُسَرُّ به النّواظر وأبهج ما يُسَطَّر في الدفاتر للإمام أحمد بن محيي الدين …
🔺المصدر: طُلوُع سّعد السُعُود للمزاري،جزائري مخزني معاصر للأحداث …
🔺-المصدر :مذكرات الكولونيل تشرشل …
🔺-الأمير المُستضعف هو الرجل التاريخي الذي غرق في وحل الخيانة من جهة،والغدر من جهة ثانية، وانتهى مصيره في اجتماع دولتين عليه،في زمن لم يكن فيه لا إعلام دولي ولا منظمات ترعى حقوق الإنسان،ولا أمم متحدة تُقرِّر المصير،ولا دول عربية تدعمه من وراء البحار والحدود،فتجرَّع الأمير طعنات قاسية في الظهر،وقابل ذلك بصمت عجيب صبراً وإرضاءً لله…
خرج الأمير من مستنقع خيانة سلطان مراكش،ليقع في فخِّ غدر ملك فرنسا،الذي أثبتت الأحداث أنه لا عهد له ولا ميثاق…
نقض ملك فرنسا فيليب لويس ميثاقاً قطعه نجله وولي عهده الدوق دومال للأمير،أوقف بموجبه الأميرُ الحرب،وقَبِل وضع السلاح، واستئمان العدو،على شرط هجرته فوراً إلى بلاد الشام بحراً…
【أَحْداثُ الحِلية والغَدْر】
🔺-صعد الأمير إلى الفرقاطة جريحاً في قدمه من معركة ملوية الأخيرة ولم يخطر بباله،وهو يُلملم ذكرياته التي امتزجت بألم الفراق،أن الملوك قد تغدر وتتنصَّل من العهود والمواثيق،وذلك لِمَا عهده من حوادث التاريخ،وما تعارفت عليه ملوك النصارى والمسلمين وغيرهم منذ الأمد بأعراف شهيرة في السياسة والمُلك والحرب،أنه:ما غدر ملكٌ بعهد،أو قتل نِدَّه بعد أن أعطاه الأمان،إلا ولعنة ربانية تُصيب عرشه،وحدث ذلك للملك فيليب حقّاً بعد شهرين من نقضه الميثاق فطار فارّاً بزورقٍ بخسْ إلى بريطانيا من ثورة نابليون،بعد فترة حكم دام سبعة عشر عامًا،كلها كانت مواجهات كرٍّ وفَرٍّ وصلح ونقض مع الأمير عبد القادر …
ظنَّ الأمير وخاصته،في عرض البحر،أن الفرقاطة تتَّجه إلى المشرق،حسب الاتفاق،وإذا بها تحطُّ في (31ديسمبر) في مرسى طولون الفرنسي،بحجّة التزوُّد بالفحم اللازم لمتابعة الرحلة…
فطال انتظار إمداد الفرقاطة،وإذ بقوات حاكم طولون تقتحم الفرقاطة،ويُكبِّلون الأميرَ ورجالَه ويُنزلونهم الأرض الفرنسية قهراً وعنوةً،في إهانة شديدة، ويقتادونهم بالوثاق إلى برج لاملاك العسكري…
تكدَّر صفو الأمير،وتيقَّن من وقوع الغدر،ثم وصل حاكم طولون إلى مقر الاحتجاز،معتذراً عن رعونة جنده وأبلغه مراوغاً أن احتجازه الآن قيد المخابرة مع الدولة العثمانية، لأخذ الموافقه بالإبحار إلى أراضيها…
-ثم وصل مُوفَد الملك فيليب الكولونيل توماس،المتحدث للعربية،يُبلغ الأمير بوجوب الإقامة في فرنسا جبراً،فأجاب الأمير ونظر مُحدِّقاً بعين النسر،كما وصفه تشرشل في مصدره،غاضبًا:هذه المراوغة يا توماس من مواهبك الدبلوماسية،لا تستعملها معي الآن، الخزي والعار سيلتصقان بكم،ومن عجيب ما يُسمع أنني كنتُ أرى نفسي ضيفَكم،فجعلتموني أسيرَكم،وعلى كل حال فالعار والعيب عليكم لا عليَّ يا ناكسي الميثاق،ولو لم أُلقِ بنفسي إليكم ما وصلتم إلى إهانتي والتحكُّم بأمري…