🔺- المصدر:النسخة الأصلية، من مخطوطة تحفة الزائر لعام 1890م للفريق الأمير محمد باشا الجزائري …
🔺-في كتاب عقد الأجياد في الصافنات الجياد للأمير الفريق محمد باشا هكذا جاء اسم الوزير الأول في عهد الأمير عبد القادر…
🔺- ذكرىٰ البيعة الثانية العامة في الثالث من فيڤري عام 1833م…
﴿☪︎﴾–نوه الأمير محمد باشا في تحفة الزائر أنه اقتصر على ذكر أسماء كافة القبائلوالعروش المُبايعة للأمير ممن حضروا من سائر الجهات والحدود بعبارة، وغيرهم من يطول ذكرهم…
➊– تمت البيعة الثانية بدورها بوزارة الضرغام ليث الحروب أبا المحاسن الحاج محمد بن سيدي العريبي…
❷-وكتبها خُديِّم الشريعة السَّمحاءالحاج محمود ابن حوا…
﴿☪︎﴾ لما شاع أمر البيعة الأولى وذاع، أقبلت الوفود تترا،من القاصية إلى الحضرةالعليَّة،رغبة في الطاعة وامتثالاً للأوامر السامية المطاعة فاجتمع الطمُّ والرّم من جميعالآفاق، ثم انعقد مجلس عام، حضره جمهور من الأشراف والعلماء والرؤساء،من كل قبيلوفريق، وجرى في عقد البيعة الثانية العامة، بمحل العموم من قصر الإمارة، وهذا نص ماحرَّره العَّلامة الحجة الفهامة السيّد محمود بن حواء المجاهري في ذلك اليوم،وقرأه علىرؤوس الأشهاد:
﴿ ﷽ ﴾
وصلى الله على سيدنا ومولانا،محمد النبي الطيب الكريم و على آله وأصحابه،ذويالفضل العظيم…
حمداً لمن فضَّل أمة محمد عليه السلام،وخصَّها بمزايا لم يعطيها أحداً من الأنام،وجعلهاخير أمَّة أُخرجت للناس،يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكرات والأرجاس، هداهم به إلىمهيع الرشاد، وطهرهم من عبادة الأوثان والأنداد والأضداد،وجعلهم الشهداء على مَنسواهم من الأنام،فشرَّف بذلك أمرهم،ورفع قدرهم، وجعل إجماعهم حجة،وسبيلهم أقوممحجة، وأوجب عليهم نصب إمام عدل، وفرض عليهم اتباعه في القول والفعل، ليكفَّالظالم،وينصر المظلوم،ويجمع شملهم بالخصوص والعموم،ويكافح بهم عدوَّ الدين،لتكونالعليا كلمة المسلمين…
﴿☪︎﴾وصلاة وسلاماً على مَن صدع بالحقِّ،ودعا الخلق إلى القول بالصدق،وجاهد في اللهحق جهاده، حتى استقام المعوجُّ،وآب عن فساده،سيّدنا ومولانا محمد أشرف الرسل، وأكرم شافع مقبول،صاحب المقام المحمود،والحوض المورود، وعلى آله وأصحابه،أهل وداده،وسيوف جلاده،الذين بذلوا أنفسهم وأموالهم،في طاعته ونصرته، و أوضحوا شريعته،وبيَّنوا طريقته، فحازوا بذلك أسمى المراتب،ونالوا الدرجات العلا والمناصب،فهم نجوم الاهتداء ومصابيح الاقتداء هذا…
﴿☪︎﴾ولما انقرضت الحكومة الجزائرية من سائر المغرب الأوسط، واستولى العدو والكافر على مدينتي الجزائر ووهران، أعادهما الله دار إيمان وإسلام،بجاه النبي عليه السلام،وطمحت نفسه الخبيثة إلى الاستيلاء على السهول والجبال، والفدافد والتلال، وصار الناس في هَرَجٍ ومَرَجٍ وحَيصَ وبَيص،لا ناهي عن منكر،ولا مَن يعظ ويزجر، قام مَن وفَّقهم الله للهداية،وظهرت عليهم العناية،من رؤساء القبائل وكبرائها، وصناديدها وزعمائها، فتفاوضوا في نصب إمام، يُبايعونه على الكتاب والسنَّة،يسمعون لأمره ونهيه،ويتابعونه في جميع أحواله، وجالوا في ميدان أفكارهم، فيمنْ لذلك أهل،من ذوي الكمال والفضل،فلم يجدوا لذلك المنصب الجليل إلّا ذا النسب الطاهر، والكمال الباهر،رأس الملة والدين، قامع أعداء الله الكافرين،أبا المكارم، السيّد عبد القادر بن مولانا السيّد محيي الدين،أيَّد الله به الإسلام والمسلمين،وأحيا به ما اندرس من معالم الدين،فبايعوه على كتاب الله العظيم،وسنَّة نبيِّهالكريم
﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ۚ﴾ الفتح١٠…
﴿☪︎﴾ ثم قدمت على حضرته الوفود،من سائر الجهات والحدود فبايعه أوَّلُهموآخرهم،شريفهم ومشروفهم،كبيرهم وصغيرهم، بيعة تامة كاملة عامة،بيعة سمعوطاعة،أفراداً وجماعة،بيعة عزٍّ وتعظيم،وتبجيل وتكريم،بيعة يُعِزُّ بها الله الإسلام،ويخذلبها الفجّار اللئام،يمنعون عنه السوء،بما يمنعونه من أنفسهم وأولادهم وأموالهم،ويبذلونفي مرضاته أرواحهم وأكبادهم…
إن أمرَهم سمعوا،وإن نهاهم خشعوا وخضعوا،يطيعونه ما ساسهم بالشريعةالغراء،وينصرونه في السَّراء والضرّاء،فمَن وَفى ببيعته نال مسرَّته،واتَّقى مضرَّته،ولاقىمبرَّته ﴿فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ﴾ …الفتح( ١٠)وخسر في يومه وأمسه،والله المسؤول في هداية الخلق إلى طريق الحقِّ،والرأفة والرفق…
﴿☪︎﴾ ولما ازدهت هذه البيعة بكمالها، وطُرِّزت بجلالها وجمالها، كمل سرورها، وتمَّت بدورهابوزارة أبي المحاسن، السيّد محمد بن السيّد العُرَيبِي، أقام الله به أمر هذه الدولة السنيَّة،والإمامة البهية…
وممَّن حضر هذه البيعة وبايع، وسمع لها وتابع،من القبائل الشرقية،والأحياء الغربية
الوزير المذكور،وبنو عمِّه،وسائر العلماء والأعيان،من معسكر،وقلعة هوّارة،وأحوازهماكبني شقران،وبني غدَو،وسجرارة،وقبائل غريس، وأحياؤه وعمائره وعشائره، وأعيانالقبائل الشرقية، كالعطّإف وسِنجاس،وبني القُصَيِّر،ومرابطي مَجّاجة،وصُبَيح،وبنيخُوَيدِم، وبني العبّاس،وعِكرمَة،والمَحال،وفَليتَة، والمُكاحِليَّة،وأحلافهم،وأعيان: مُجاهِر،والبُرُجيَّة،والدَّوائر،والزَّمالة، والغَرابة،وكافة قبائل اليَعقوبِيَّة،من: الجَعافِرة،والحَساسنة،وبني خالد، وبني إبراهيم،ثم القبائل القبلية كأولاد شريف،وأولادالأكرد، وصدامة،وخَلّافة، (وغيرهم،ممن يطول ذكرهم) من قبائل المغرب الأوسط وعمائره،سهله ووعره،ثم الكلُّ بايعوا عن أنفسهم وعن قبائلهم،بالإذن العام،من الخواص والعوام…
۞– وقعت هذه البيعة العامة في الثالث عشر من رمضان،سنة ثمان وأربعين ومائتين،وفيثالث شباط، سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائةكتبها خديم الشريعة السمحاء محمود بنحوا،حفظه الله وكلاه،آمين…
–وأقبل عليهم،ونظر بعين الرضا والقبول إليهم، وقَبِلَ منهم ما قدَّموه لأعتابه السامية،من عتاق الخيل،والسروج المثقلة، والأسلحة الفاخرة،وغيرها من أنواع الهدايا النفسية،جرياً على عوائدهم مع الملوك قبله، وخطب عليهم، بما انشرحت له صدورهم،وتضاعف به سرورهم،ثم خلع عليهم،وفرَّق فيهم الأموال،وبالغ في إكرام كرمائهم، واستمال قلوب لؤمائهم، وأظهر لهم من أنواع اللطف، ولين الجانب،ما أخذ بأسماعهم وأبصارهم ثم صرفهم إلى أوطانهم فرحين بما آتاهم الله من فضله…