المُخَاتلة التاريخية التي يُقدِّمها المخزن،ويُمرِّرها على العوام في إعلامه:
﴿ الدور الكبيرالذي لعبه المغرب في صناعة المقاومة الجزائرية﴾…
-إن هذا العنوان العريض يُظهرُ تاريخ سلطنة مراكش على أنها سُلطة سياسية ذات نفوذ وتأثير،وتُثْقِل كاهلها همومُ الأمة وما تتعرَّض له من الدمار على يَدِ المُحتل الفرنسي و﴿الحقيقة﴾ كما تظهر في رسالة بيجو،أن قَبائل الريف ساندوا الأميرَ وجيشَه بكل ما استطاعوا،ولكن بمعزل عن سُلطان مراكش الصَّديق الوفيّ لفرنسا،والعدوِّ المُجاهِر بالعداوة لكلِّ مَن يُقاومها سواء كان جزائريًّا أم مَغربيًّا…
-والذي نراه اليومَ أن أحفاد سُلطان الحركى يَعملون اليوم في إعلامهم دون استحياء،على تلميع صورته وغسل عمالته التاريخية للمُحتل،بإنشاء عناوين مُضلِّلة مثل دعم ثورة الأمير عبد القادر،والحقيقة مُضادَّةٌ تمامًا…
-فقد تمَّ مُحاربة الثورة لمصلحة الغازي الفرنجي،ولا يخفى على أي باحث صادق مع نفسه بأن سلاطين مُراكش السلجماسيين خلا ماضيهم من ملحمة واحدة ضدَّ الغزاة ،
﴿بل حَبْلهم طويل في الرضوخ والخنوع التامِّ للغزاة﴾…
-بينما صناديد الرِّيف المغرِّبي مثل بنو يزنانسن وريمش وبني عتيق وبني منقوش وبني خالد،ونوكة، وكبدانةو بنو عبد السيد،وأولاد سيدي علي ورسلان وتاكمة،وبنو محيو،وبنو سيدي علي،وأولاد سيدي موسى والتميميُّون والشراقة وقبيلة صنهاجة السراير وفروعها،من تلقاء أنفسهم،في السنوات الأربع الأخيرة من حِقبة الأمير،بادروا بمؤازرة إخوانهم،مع مرارة كل أنواع التهديد والتوبيخ من سُلطان مراكش،باستثناء بعض النُخب الحاكمة في قصر فاس،التي قدَّمت الدَّعم المعنوي،مثل الوزير محمد بن إدريس العمراوي الذي قُتل على يد عبد الرحمن بن هشام في ديسمبر عام 1847م بدعوى انكشاف أمر مبايعته الأمير عبد القادر سرًّا،ولا ننسى التذكير بوشاية وشكاية سُلطان مراكش،في مراسلاته مع المُحتل الفرنجي،بأن سُكان الريف ليسوا تحت مساحة سُلطته،وحقَّق السلطانُ بهذه الوشاية استجلابَ قوات المارشال بيجو إلى الأرض المغربية،واستيلاءها على الريف المغربي بذريعة مُعاهدة طنجة،التي أتت على انقاض معركة إيسلي الخالية من أي ضحايا،وللوزير ابن إدريس بيتُ شعر في استنفار قبائل الريف،مدوَّن في مصدر “الاستقصا ” في تاريخ المغرب الأقصا”الذي تجنَّب مؤلِّفُه ذِكرَ أسباب مقتل الوزير،بينما أفشى مقتل الوزير مصدر ثانٍ هو المزاري المخزني، الشاهد أيضًا على تلك الأحداث …
الاستقصا في تاريخ المغرب الاقصى…
قصيدة الوزير محمد بن إدريس العمرواي…
طلوع سعد السعود للمزاري المخزني…