الاستقصا في تاريخ المغرب الأقصى…
الرِّيال الجزائري هو العملة الوطنية التي كان يتقاضى بها الجيشُ رواتِبَه في عهد الأميرعبد القادر…
-جاء في مخطوطة تحفة الزائر عام 1890م…
إن مولانا أيَّده الله جعل للمسكوكات الجارية في البلاد صرفًا معلومًا… تتعامل به رعيته،وسكَّ نصره الله نوعين من العملة: إحداهما المحمدية، والأخرى النصفية، فجعل صرف الدور، أبو مدفع المعروف بـ أبي عامود، أربعة ريالات…
وكلُّ ريال فيه ثلاثة أرباع جزائرية، وكلُّ ربع جعل صرفه ثماني محمديات، وكل محمدية نصفيَّتين من السكة الجديدة المضروبة في دار السكة بـ تاكدمت ..
بحيث إذا أطلق الريال،لا ينصرف إلا إلى هذا الصرف، وجعل الدور الجزائري ثلاثة ريالات، إلا ثماني مُحمديات…
وبهذا الصرف يُعطى راتب العسكر بأصنافه…
ومن تلك الفصول ذكر أيضًا…
1- كان إذا مرض العسكري مرضًا يمنعه من الخدمة،بشهادة الأطباء، فإنه يجري عليهراتبه من غير شرط إلى أن يموت…
ويعني هذا في التفسير الحديث للوظيفة: الراتب التقاعدي …
2- إنْ جُرح العسكريُّ في القتال، جرحًا يمنعه من المشي،ويقدر على القتال راكبًا، فإنهيُدخَل في صنف الخيالة. وإنْ تعطَّل بالكلية؛ فإنه يجري عليه راتبه من غير شرط إلى أن يموت…
3-إنْ مات الآغة رئيس العسكر، أو السياف، أو كبيرالصف في الحرب؛ فلا ينقطع راتبه،وإنما يبقى جاريًا على بَنيه، إلى أن يقدر أحد أولاده على حمل السلاح، فيجري عليه بعدذلك راتبُ عسكري؛ حتى يرتقي في الخدمة، فيزداد في راتبه على حسب الرتبة التي ترقَّىإليها…
-هكذا كان حال سخاء الأمير عبد القادر بن محيي الدين،واعتناؤه بالجيش، وحرصه علىوضع الريال الجزائري في مكانه، لترقية مؤسساته…
في هذا الصدد:
كان سائدًا في ذلك العهد تداول بعض العملات الدولية،مثل الفرنك الفرنسي، كما جاءفي التحفة، يستخدمها المجتمع في التجارة الدولية وتبادل البضائع، حال أيامنا هذه التي يتداول المجتمع فيها اليورو والدولار في التجارة الخارجية، على حين يتعامل داخلالبلد بالعملات المحلية…