الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى،أعظم الشهادات في حقك التي تأتي من عدوك …
مقتل أربعة ألاف غازي فرنسي في معركة واحدة من معارك الأمير عبد القادر بن محيي الدين…
الأوامر الفرنسية للمغرب…
مذكرات الحاج أحمد باي …
قادة المعركة…
نخبة ما تسر به النواظر…
أقصَرَ مقاومة في شمال إفريقيا،سجَّلَها التاريخُ، كانت مع الفرنسيس، متمثِّلةً بمعركة إسلي في أطراف وجدة، وكانت بين قوات مراكش بقيادة السلطان عبد الرحمن بن هشام الينبوعي،وبين القوات الفرنسية بقيادة الجنرال بيجو،وهذه المعركة تمَّ تضخيمُ صيتِها وزخمها في التاريخ، دون الالتفات إلى قِصَرِ زمنها وصغرِ حجمها، فقد تولَّى محمد الرابع قيادة عشرين ألف جنديٍّ، بالوكالة عن أبيه، الذي أقام هذا الحشد والمعركة لتهدئة هيجان الشارع المغربي ضد الغازي، فاشتبكت جيوش مراكش مع عشرة آلاف من الفرنسيين ﴿ليومٍ واحدٍ﴾لا غير،وكانت الغلبةُ لجيش بيجو،وفرَّ نجل الينبوعي، تاركاً شمسية الإمارة وأسلحته على الأرض،وعلى إثرها قام مولىٰ مراكش بإبرام ما يُسمُّونها معاهدة،وإنْ كانَ لا يصحُّ البتة تَسميتُها معاهدة،لافتقادها لشروط قواعد المعاهدات،التي أقلُّها أن يكون لكلِّ طرفٍ حزمة من القرارات والشروط تجاه الطرف الآخر،على حين أن معاهدة طنجة المنوطة بمعركة إسلي كانت خالية من شروط الطرف المراكشي…
–فالأصح تسميتها بحزمة أوامر تنفيذية من الفرنسيس،قام أبي سلهام آزطوط،عاملطنجة،بتكليف من مولى إيالة مراكش،بالتوقيع على أوامرها الثمانية،وأبرزها شن الحربعلى الأمير عبد القادر،وعلى القبائل المغربية المناصرة له،ومحاصرتهم مع جيوشالفرنسيين،وحصل هذا…
-والثاني: إسقاط المال المفروض على الدانمارك والسويد،اللتين كانتا تؤديانه كل عامإلى الدولة العلية العثمانية، عبر مولى مراكش،وهي شناعة ثانية لا تقل عن الأولى…
-وقد سعت المناهج التعليمة، وأُنشِئت الأجيالُ على تسويق تلك العمالة للفرنسيس ضد الأمير عبد القادر،وتبرير إسقاط المال عن دول أوروربا،على أن مولى مراكش بمكره ذاك جنَّبَ المغربَ الأقصى الوقوعَ تحت الاحتلال،ولكن لم تَجنِ عمالتُه تلك شيئا،فقد سجَّل الواقع التاريخي احتلالَهم للمغرب فيما بعد،وهنا صدق الأمير فيما قال: الخذلان هذا لا بدَّ عاجلاً أم آجلاً أن يصلكم بلاؤُه، وحصل ذلك…
-ولا يُصَدِّقُ أحدٌ مزاعمَ المَناهجِ التَّعلمية تلك،التي يكشفها الناصريُّ، مؤرخ المغربالأقصى في الصفحة 53من فصله التاسع،نقلاً عن الفرنسيس أنهم لم يكونوا راغبين فياحتلال أراضي إيالة مراكش حينها، لاحترامهم المعاهدة الفرنسية البريطانية، بعدمتملكهم المغرب، والاكتفاء بإرعابها فقط…
-الينبوعي هو: اللَّقب القَبَلِيُّ لحسن الداخل جدِّ عبد الرحمن مولى مراكش، نسبةً إلىينبع النخل، المنطقة التي جلبوه منها وفد حجيج مغاربة من سجلماسة، آتوا به قرابةالقرن الثالث عشر ميلادي، لتعثر زراعة النخل بها، وخبرة سكان ينبع في ثمار النخل وفن زراعته…
– إذن لدينا أقصر المعارك
﴿40 دقيقة﴾، ثم معركة إسلي
﴿يوم واحد﴾ ثم معركة قسنطينة
﴿ثلاثة أيام﴾…
يشترك الحاج أحمد باي مع عبد الرحمن بن هشام في عدم موالاتهم الأمير عبد القادرفي زمانهم ومكانهم ضد الغازي، ومع ذلك فإن الباي ظهر في موقف أكثر رجولةً وأفضلمن مولى مراكش، لمحاولة الباي أكثر من مرة المقاومة، واعترافه في مذكراته بخطئهالفادح الذي ارتكبه حين أنصت إلى أخواله في التمرُّد على أوامر الحكومة الجزائرية،وعدم الانصياع تحت لواء جيشها وأميرها، والاعتراف بالغلط فضيلة، وكذلك لم يُسجِّلتاريخُه أنه شارك المحتل أو آزَرَه، كما فعل الينبوعي مولى مراكش …
– مقاومة الحاج أحمد باي في قسنطينة، كما جاءت في مذكراته ومذكرات شهودعصره…
المعركة الأولى الدفاعية كانت في 21 نوڤمبر عام 1836م، حتى 24 نوفمبر 1836 ﴿ثلاثةأيام﴾ ثم المعركة الثانية جاءت في العام 10/10/1837، وانتهت بعد ﴿ثلاثة أيام﴾ في 13/أكتوبر بتسليم وأمان المدينة …
-كلا المعركتين تجنَبَ البايُ قيادتَها والمشاركةَ فيها بنفسه، وسارع قبلَ اندلاعها إلىخارج أسوار قسنطينة، وأما بطولة قسنطينة فلا تعود لشخص الباي لاختفائه منها، بلللبطلَينِ الجَزائريَّين: الشهيد ابن البجاوي، قائد عسكر قسنطينة، وعلي بن عيسى،اللَّذين كانا بمثابة العمود الفقري للمدينة، وقد سطَّرا بفضل تحصينات أسوارقسنطينة المنيعة دفاعاً باهراً …