المآثر التي أسسها الأمير عبد القادر رحمه الله،في ذِكرى المولد النبوي الشريف…

🔺من المآثر التي أسسها الأمير عبد القادر رحمه الله،في ذِكرى المولد النبوي الشريف،أنه كانَ لا يُضيِّعُ وقتاً إلا وصَبَّه في صناعة القوة العسكرية مُخلِصاً للتِبيَان الإلهي ﷻ :
۞﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾ …
وإليه يعود الفضل في تأسيس أول جيش جزائري أُطلق عليه اسم الجيش المُحمدي،مُؤلَّفٍ من فرق
و أَلوِيةٌ متعددة،مُشاة وفرسان ومدفعية ثقيلة ومتوسطة وصغيرة،وكتائب متنوعة …
🔺⓵- جاء في مصدر مختصر نخبة ما تُسَرُّ به النواظر: لأخي الأمير، الإمام أحمد بن مُحيي الدين،نصُّ العرض العسكري معنوناً على الشكل التالي:
(الاحتفال بالمولد الشريف وتجارب على القتال)
🔺-وقد كانَ الأمير أيام ولايته يحتفل احتفالاً عظيماً للمولد النبوي ويخرج جميع عسكره من البلد إلى أرض فيحاء متسعة،ويجعلون بها شبه محاربة،فيقف عسكره في ذلك المتسع،ويجعل شبه قلعه مربعة الأركان من العسكر،ويكون في وسط تلك القلعة ما يحتاجه من الذخائر العسكرية،وتجعل في كل ركن من أركان تلك القلعة مدفعاً أومدفعية، ثم يحيط بتلك القلعة خيول من خيالته النظامية أو من الأهالي ثم تخرج من القلعة شرذمة لتدفع تلك الخيول،وتزيحها عن محالها، وتبعد بمقدار عشر دقائق عن القلعة،وتطلق البارود على تلك الجموع المتراكمة المتقابلة لها،ثم تهجم عليها تلك الخيول هجمة واحدة،وتطلق النيران البارودية، فإذا تكاثرت عليها رجعت تلك الشرذمة منهزمة ومتولية إلى وراء، وتطلق البارود على الخيول إلى أن تدخل تلك القلعة فتلتئم معها ، وتصير كأنها لم تخرج منها ولا انفصلت عنها ثم تطلق تلك القلعة النيران المتتابعة على الخيول، وتضربها بمدفع أو مدفعين من ذلك الركن ، فترجع الخيول عنها .
ثم تخرج طائفة أخرى من جهة غير تلك الجهة وتفعل مثل الأولى، ثم تهجم الخيول التي بمقابلتها بقوتها، وتفعل كما تقدم، ثم ترجع متولية القهقرى طالبة للتحصن بتلك القلعة مع عدم فترة الضرب عنها، فإذا وصلت إلى القلعة التحمت معها، وصارت بحيث يراها الرائي كأنها لم تخرج منها أصلاً ولم تبارحها ثم تشتعل النيران المتتابعة ، فترجع الخيول ، وتطلق عليها الصواعق المدفعية من ذلك الركن ، وهكذا تفعل من جهاتها الأربع، وتكون تلك الحرب بمقدار ساعتين أو ما يقرب منهما، فيرى من يشاهد ذلك أفعالاً تسره ، ويبتهج منها خاطره، وكذلك كان يفعل في جميع الأعياد بعد الصلاة …
🔺⓶-وجاء في ملحقات مخطوطة تحفة الزائر،النسخة الأصلية، مخطوطة 1890م للفريق الأمير محمد معنوناً على الشكل التالي:
(ذكر احتفال الأمير للمولد النبوي والعيدين)
🔺-كان يحتفل للمولد النبوي أيام إمارته احتفالاً عظيماً،فيخرج يوم المولد الشريف، هو وخاصته وأمراءُ جيشه إلى ارض فيحاءَ متسعة، ثم تصنع العسكر فيها شبه محاربة بحيث تقف العسكر المشاة المنظمة كهيئة قلعة مربعة الأركان،ويضعون ما يحتاجون إليه من البارود والذخائر وسط تلك القلعة ويجعلون في كل ركن من أركانها مدفعين، ثم تأتي فرقة من الخيالة فتحيط بتلك القلعة، فتخرج إليها شرذمة من القلعة لتردها عنها فتبعد عن القلعة نحو عشر دقائق وتطلق البارود على الخيول المقابلة لها، فتهجم الخيول عليها،وتطلق النيران حتى تقرب منها،فترجع تلك الشرذمة إلى وراء،وهي لا تفتر عن إطلاق النار حتى تدخل القلعة وتقف في مكانها الذي خرجت منه،ثم تطلق عساكر القلعة النيران المتتابعة على الخيول،وتطلق مدفعاً أو مدفعين،من الركن الذي يليها فترجع الخيالة عنها ثم تخرج شرذمة أخرى من الجهة الثانية،إلى ما يليها من الخيالة،فتهجم عليها فرقة من الخيالة المقابلة لها بجميع قوتها حتى تردّها إلى مكانها الذي خرجت منه،بحيث يتخيل للناظر أنها لم تخرج منه أصلاً. ثم تطلق النيران المتتابعة على الخيالة ويطلق المدفع عليها من الركن المقابل لها حتى ترجع القهقرى،وعلى هذا المنوال تفعل أصحاب الجهة الثالثة والرابعة من الأفعال،ويستغرق هذا العمل مقدار ساعتين من النهار فيشاهد الناظر في تلك الأفعال، ما تقر له الأعين ، وتبتهج به النفوس، وتقول في حقه الألسن: لا عطر بعد عروس وهكذا كان العمل في أيام الأعياد بعد الفراغ من الصلاة…
🔺المصدر : نخبة ما تسرُّ بهِ النواظر وأبهج ما يُسطَّرُ في الدفَاتِر…
🔺المصدر: ملحق تحفة الزائر…