🔺- بعد عشر سنوات من المقاومة الباسلة،التي أبداها الأمير عبد القادر، وجيشه المُحمدي، على امتداد التراب الجزائري، تعرَّضَت العاصمةُ (معسكر) بغتة لحملة فرنسية كبيرةٍ، بلغ تعداد أفرادها مئة ألف جندي، قادها المارشال بيجو عام 1842، وقسَّمَ حشودَهُ إلى ثَلاثِ فِرَقٍ، واحِدةٍ ترأَّسَها بنفسه، والثّانية بِقيادة الجنرال شانكرني، والثّالثة تولّى قيادتها الجنرال لامورسيير، الذي أصبح فيما بعد وزيرَ الحربية، فاستولت الفِرقُ الثّلاثُ على المُدن، وأعملت فيها القتل والنّهب والتّخريب والهَدم، وكانت هذه الحملة الكبيرة،مع ما رافقها من تواتر سقوط المدن الجزائرية، قد دفعت الأمير إلى اتِّخاذ عاصمةٍ كبيرةٍ مُتنقِّلةٍ، يُديرُ منها العملياتِ الحربيةَ، وشُؤونَ الدّولةِ،
إنّ ما فعلته الآلةُ الحربيةُ الفرنسيّةُ لم يقتصر على القتل والتخريب والهدم، بل تعدَّى ذلك إلى نهب الكنوز العلمية، التي لا تُقدَّر قيمتها بثمن، والتي نشرتْ فرنسا بعضًا منها، وهي تتباهي بامتلاكها للمخطوطات النادرة، مع أنها سرقتها من الجزائر
🔺-المخطوطات، التي ترون صورَها، كانت من أملاك مكتبة الأمير عبد القادر، والأقرب إلى قلبه، نظراً لأهميتها وجمالها وإتقانها، حيث أن بعضها يعود إلى القرن الخامس عشر ميلادي، ومجموعها 38 مخطوطة، وكلها من النفائس الإسلامية النادرة، سطا عليها الدوق دومال، نجل الملك فيليب، سنة 1843، أي قبل خمس سنوات من الغدر بالأمير وأسره، لتعود وتظهر في هذه السنة 2022، في قصر شانتيلي، شمال العاصمة باريس…