🔺-أنجب الإمام مُصطفى نجلين هما مُحيي الدين وعلي أبو طالب إلا أن ذرية مُحيي الدين هي التي أختصت في السياسةوالشأن العام ، وكان لأفرادها حضور واسع في مناحي الحياة كافة، ومنهم الأمير عبد القادر واخوته الستة وأبناؤهم، وكلهم نفوا من الجزائر وأرغموا على الهجرة…
🔺-ولد العلّامة مصطفى سنة خمسين وماية وألف، هـ الموافق تقريباً 1737م وتوفي سنة اثنتي عشرة ومائتين وألف هـ الموافق 1797م تقريباً كان رفيع القدر، شهير الذكر، قطع الليالي في طلب العُلا ساهرًا، وقطف من العلوم الشرعيَّة والحقيقة أزاهرًا تفقه على علماء وطنه غريس، وغيره، ثم غرَّب وشرَّق، حتى أمعن في فنون العلم واستغرق، صاحب البداية الرائقة والنهاية الفائقة، عالم الكرماء وكريم العلماء، شيخ الطريقة على الإطلاق، الحاصل على نزاهة وجلالة الاتفاق هداية المريد، ومفيد المستفيد وكان نُجعة للفقراء والمساكين، وكّعبة للأولياء الصالحين يقوم على من قصده بيده وإرفاقه، ويكفيه المؤن حتى ينسيه ذكر آفاقه وبالجملة فما هو إلا مثل سائر، يعرفه الجاهل والخابر،
سافر إلى الحجِّ مرَّتين، وحجَّ في كلِّ منهما حجَّتين، وزار القبر الشريف، على ساكنه أفضل الصلوات وأزكى التحيات ثم توجه إلى الشام، فزار المسجد الأقصى، الذي بارك الله حوله،ثم دخل دمشق،ومنها ارتحل إلى بغداد، ومن مآثره الجلية قام
بتوسعة وترميم الزاوية القادرية ببغداد ولقيَّ علماء أجلَّة، وأولياء جِلَّة، وأخذ عن كل فريق من فنِّه ففي المرة الأولى رجع إلى الوطن، وشاع أمره، وانتشر ذكره، واختط قريَّته، المعروفة بالقيطنة بوادي الحمام سنة ست ومائتين وألف الموافق 1790م وعظَّمه الخاصَّة والعامَّة، ونشر الطريقة القادرية بعد أن طويَّ بساط ذكرها، وأحياها بعد أن درست آثار فخرها،
وتلمذ له الأمراء، فمن دونهم فمن تلامذته: محمد باي حاكم معسكر، وهو الذي فتح وهران، وأخذها من يد دولة إسبانيا، ولم تزل في يد المسلمين إلى أن أخذها الفرانسيس، كما تقدم وفي المرة الثانية، لما وصل إلى برقات في الديار الليبية راجعًا إلى وطنه الجزائري ، أصابه مرض الموت، الذي لا محيد لمخلوق حي عنه، ولا ملجأ يمنعه منه فقبضت روحه الطيبة هناك، عند ماء يعرف بعين غزالة، سنة اثنتي عشرة ومائتين وألف هـجرية فقبره هناك معلوم البركة، مزار شهير النفع، جليل المقدار، وممن أجازه في بغداد من ذوي العلوم والعرفان، نقيب الأشراف بها لذلك العهد، الإمام عبد الرحمن علي سليل الشيخ الرباني،عبد القادر الجيلاني، وألبسه الخرقة القادرية،ولقيَّ في هذه الرحلة عدَّة أفاضل، فأخذ عنهم وأجازه بالواسطة، إمام اللغة والحديث، العلَّامة الشيخ، السيّد محمد مرتضى الحسيني الزبيدي، نزيل مصر، شارح القاموس، سنة 1194، بما نصُّه: وأجزت في كلِّ ما ذكر، على ما سطر، سيّد الأسياد، وعين الأعيان، فاضل الوقت والأوان، الشيخ الزاهد الصالح، العالم القدوة، صفي الدين أبي الفضل السيّد الحاج مصطفى بن المختار…
المصدر: تحفة الزائر
المصدر: يحي يوعزيز أعلام الفكر والثقافة في الجزائر…