والجواب عن ذلك واضح في رسائل تهديد و وعيد المارشال بيجو صناديد الريفالمغربي الذين ناصروا الجزائريين بالنفس والذخيرة في السنوات الأخيرة رغما عن إرادةسلطنة مراكش…
📌وبسبب نُصرة الريافة الجزائريين اضطرَّ المارشال بيجو إلى توجيه رسالة بمثابة إنذارأخير،نُنشر الزُبدة مِن مُحتواها الحرفي …
📜-من المارشال بيجو،والي مملكة الجزائر وسائر أعمالها،إلى كافة بني يزناسن وأهلأنكاد والأحلاف، والمهاية والمطالسة،وبني بويحيى،والقليعة، وكافة أعراش نواحيالغربية بين الجزائر والإيالة الغربية:
اعلموا أني أتكلَّم معكم بكلام يدلُّ على الخير والمحبة البالغة،ولولا المحبة لمأذكره،وكنتُ أفعلُ مارُمتُه،فأنصتوا لمقالتنا،وتأملوها،لأنها نصيحةوإرشاد وهي أن لكممدة أربع سنين وأنتم جادُّون في فعل الشرِّ معنا، ونحن نسامحكم حتى كثر العيب…
–ثم يقول بعدها عن الأمير: لا تقبلوه في أرضكم،فلما ضاق عليه المجال أوى إلىبلادكم،فقبلتموه،وأكرمتموه، وبجلتموه،وكان فِعلُكم هذا سببَا لفساد،الذي وقع بينناوبين المعظَّم الأرفع،(﴿ مُحِبِّنا وصديق دولتنا صاحب السياسة والرياسة عبدالرحمن بنهشام،أعزَّه الله ﴾)،فانتبهوا من غفلتكم،وفَرِّقوا بين ضَرِّكم ونفعِكُم ﴿واعلموا بأن الأميرعبدالقادر
كالحية الرقطاء ،لمسها لَيِّن،وهي قاتلة سُمًا ﴾…
ثم يقول: ونحن جعلنا الحدودَ وسوَّيناها،ووضعناها بيننا وبينكم، وبيَّناها،ولم تتمَّأربعةأشهر حتى أفسدتم الأمرَ،وصار الأميرُ عبد القادر يسير بخيولكم ورجالكم إعانة لهوأعراش بلادنا فرَّت إليكم،وتحزَّموا معه،وقد وصل لنواحينا…انتهى
🔴-الخُلاصة: لقد ثارت قبائل الريف ضد الغزاة،فما كان من خبث السِياسة في مُراكشحينها إلا اللَّعب على وتر امتصاص غضب ثوار الريف،فقرَّرت الركوبَ على الأمواج لوأدها،فأرسل السُلطانُ أبناءَه للزحف على الريف في معركة إيسلي،وما أن بدأتالمعركة من اليوم الأول حتى فرُّوا من المواجهة، وشتَّتوا الحشودَ،ولم يكن لتلكالمعركة يوم ثانٍ ،وقاموا بتوقيع اتفاقية العار،بتنفيذ كافة أوامر المارشال بيجو،بحققمع الجزائريين والريفيين …
📌جاءت هذه الشهادة في مُلحق تُحفة الزائر في أخبار الجزائر …