﴿من الحقائِق الْمُغِيبَةُ ﴾
﴿☪︎﴾–لمحة إلى الحدود السياسية للممالك الجزائرية،بدءاً من عهد الأمير زيري بن منادالصنهاجي عام 335هـ، حتى عهد أَشْهَب الأدارسة القُرشي الأمير عبد القادر بن مُحييالدين عام 1847م…
– فأمَّا آخِرُ خليفة للأمير عبد القادر على الصحراء الغربية،في البلاد الجزائرية،فهوالصِّنديد:
﴿قدور بن عبد الباقي﴾ في المقاطعة الثامنة …
﴿☪︎﴾–وأمَّا الحدود الشَّرعية للجزائر الأكبر تاريخيّاً، قبل أن يُمزِّقَها الفرنسيون، فإنَّها تمتدُّعَرضًا
﴿من آخِرِ بلاد سوس الأقصى على المحيط الأطلسي غَربًا،حتى حدود تونس الحاليةشرقاً﴾،
يَعرِضُ لُبَّ هذه الحقيقة حرفيّاً الأميرُ الفريق محمد باشا، النجل الأكبر لمؤسس الدولةالجزائرية الحديثة، وبَيتُ سِرِّه، في مخطوطه الأثري عام 1890م، المُودَع في متحفإسطنبول، مُفصِّلاً ذلك في فصل يحمل عنوان: ﴿ذِكر حدود بلاد الجزائر ومساحتهاومشاهير مدنها وجبالها وأنهارها وصنوف نباتاتها وصنائع أهلها، وما يوجد فيها منالحيوانات والمعادن﴾…
–وأما التَّضليل وقَلبُ الحقائق، المتمثِّل في ادِّعاء الموالين لفر&نسة أنَّها هي مَن عزَّزَتالحدودَ الجزائرية، فهو كغيره من الأغاليط والافتراءات المُمنهجة والمُؤدلجة،التيتتناقض مع كلِّ الشهادات المُغيَّبة لأُمراء الجزائر، المنقولة بدقة سلفًا عن خلف عبرالتاريخ القديم والحديث،المُثبَتة بحبر الدم عبر الأزمان،دون سهوٍ أو إهمال عن تذكيرالأجيال بحدود الجزائر السياسية…
–فأمَّا فرنسة فقد أقرَّ المؤلفُ بإحداثها لبعض المدن والقرى، إلا أنه أكَّد بحزم أنالحدود السياسية واضحة المعالم قبلها، وذكر محاولاتها تقسيم الجزائر وبتر أجزاء منأطرافها، ثم يُؤكِّد المؤلف في الفصل المذكور بأن الذي ابتدأ رسم معالم الجزائرالسياسية هو ﴿الأمير زيري بن مناد الصنهاجي﴾ عام 335هـ، الذي لُقِّبَت البلادُ الجزائريةبلقبه، واشتدت واشتهرت في عمرانها، وطارت في أوجِ ازدهارها في عهد نجله الأميربُلكين بن زيري، الذي تفانى في إشادتها وشأنها وحضارتها حتى ملأ الأرضَ ذِكرُها فيالأفاق، ثم تعاقب عليها ملوكٌ عظام مثل الزيانيِّين والموحِّدين وغيرهم، إلى أن جاءعهدُ استيلاء الدولة والخلافة العثمانية،إبان مؤازرة جنودِها أمراءَ الجزائر في وجهالطَّامعين من الغزاة الأوربيين، تحت قيادة عروج الشهير ببربروس الأول، الذي بدورهحرَّر مرسى جيجل من احتلال الطليان، فاستنجد به حينها الأميرُ سالم بن توميالصنهاجي، أميرُ بني مزغنان، لدحر الإسبان من مرسى الجزائر، فدخلها من الخلف برّاًوحاصرهم بحراً، واستأصل شوكةَ الإسبان منها،ثم أظلم الجوُّ بينه وبينَ الأمير بن تومي،تبع ذلك استيلاء عروج على زمام الأمر في الجزائر، وبهذا كانت بداية أول قدم لجنودالدولة العثمانية على البلاد الجزائرية،ثم عُرِفت تلك الحدودُ الجزائرية في العالم أجمع،بالاعتراف بحدودها السياسية، على ذات الحدود السياسة التي رسمها أمراء آل الزيري…
المصدر: تحفة الزائر، المخطوطة الأثرية عام 1890م، المُودَعة في المكتبة السُليمانية الحكومية في إسطنبول…